للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وغيرها.

٤- وسطيتها ويسرها: فدين الإسلام عموماً جاء بالوسطية {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} [البقرة: ١٤٣] .

وقال عليه الصلاة والسلام: "يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا" (١) .

وقال صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثتم مُيَسِّرين ولم تبعثوا معسِّرين" (٢) .

وقال لمعاذ عندما بلغه إطالة صلاته بالناس: "يا معاذ أفتّان أنت، أو أفاتن أنت؟ ثلاث مرات، فلولا صليت بسبح اسم ربك الأعلى، والشمس وضحاها، والليل إذا يغشى" (٣) .

فأمّة الإسلام أمة وسطية معتدلة، قال أبو جعفر الطبري: "فلا هم أهل غُلُوٍّ فيه، غُلُوَّ النصارى الذين غَلَوا بالترهب، وقِيلِهم في عيسى ما قالوا فيه، ولا هم أهل تقصير فيه، تقصير اليهود الذين أبدلوا كتاب الله، وقتلوا أنبياءهم، وكذبوا ربهم، وكفروا به، ولكنهم أهل وسط واعتدال فيه فوصفهم الله بذلك، إذ كان أحب الأمور إلى الله أوسطها" (٤) .

إلى غير ذلك من خصائص السيرة النبوية.


(١) البخاري، رقم (٦٩) عن أنس، ومسلم، رقم (١٧٣٢) عن أبي موسى بلفظ ((بشرو ولا تنفروا ...)) .
(٢) البخاري، رقم (٢٢٠) .
(٣) البخاري رقم (٧٠٥) ، ومسلم، رقم (٤٦٥) .
(٤) تفسير الطبري (٣/١٤٢) ، تحقيق، أحمد شاكر.

<<  <   >  >>