في وقت البعثة لظروف اقتضتها طبيعة المجتمع الجاهلي، ولكن الآن تغير الوضع وأصبح الاقتصاد العالمي شبكة من العلاقات التي يصعب فصلها, فيجب أن نقول بتغير الحكم؛ ليصبح التعامل بالربا حلالا.
كما لا يجوز لمسلم أن يقول: إن الخمر ينبغي أن يكون حلالا؛ تبسيطا لأسواق السياحة, أو إن ما نراه ونشاهده على شواطئ المجون من العراء الفاضح أو القول بالزواج العرفي أو تكوين الأسر غير التقليدية كمعاشرة الرجل للرجل والمرأة للمرأة أو الرجل للأجنبية ... إلخ ما نسمع من أفواه دعاة التغريب والتحديث, فإن ذلك كله من باب وضع السم في الدسم؛ ليخاطبوا بذلك غرائز الشباب استغلالا للظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد، وليس ذلك كله إلا محاولة لتطويع المبادئ الإسلامية وتنزيلها على حسب أهوائهم لترضي رغباتهم, ونزواتهم {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}[الأنعام: ١٢١] . وهؤلاء كما تحدث القرآن عنهم:{يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} , وإن أطعمتموهم, {إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} . نسأل الله أن يحمي شباب الأمة من تضليل هؤلاء وخداعهم, كما نسأله سبحانه أن ينير بصائرهم ليروا الحق حقا والباطل باطلا.