أما ما يدعيه بعضهم من ضرورة تغيير أحكام المواريث لتناسب وضع المرأة في العصر الحديث, فإن الحديث عن خطورة هذه الدعوى أو الحديث عن دلالتها على جهل صاحبها بالإسلام وتكريمه للمرأة قد يخرجنا عن هدفنا في هذه العجالة, لكن هناك أمور ينبغي أن تعرف لبيان تكريم الإسلام للمرأة, وتفضيله لها عن وضع المرأة في أي حضارة أخرى.
إن هؤلاء يجعلون قبلتهم التي يتوجهون إليها هي الغرب تقليدا له في موقفه من المرأة، وقد غاب عن هؤلاء أن وضع المرأة في الإسلام يختلف عنه في الحضارة الغربية اختلافا جذريا، فالمرأة في الإسلام إنسان مكرم كرمه الله في خلقته وكرمه في خلقه. كرمها الإسلام بأن جعلها في مكانة تؤهلها لأن تكون مطلوبة لا طالبة، مرغوبا فيها لا مرغوبا عنها، في كل أحوالها وفي مراحل عمرها المختلفة، فالرجل يشقى لتسعد هي، يكد الرجل سحابة نهاره وسواد ليله ليوفر لها احتياجاتها سواء كانت بنتا أو أختا أو أما أو زوجة، فالرجل مسئول عن كفالتها في جميع مراحل عمرها، فهي دائما مكفولة وليست بكافلة. وهذه مسئولية الرجل أمام أحكام الشرع الإسلامي فهي مسئولية دينية عقائدية كمسئولية الرجل عن نفسه تماما، وهذا الوضع يختلف عن وضع المرأة في الحضارة الأوروبية التي يراد لنا تقليدها. ولا أريد أن أعقد هنا مقارنة بين وضع المرأة في الإسلام ووضعها في أوروبا؛ فإن ذلك أمر معلوم للخاصة والعامة،