ونظام الميراث في الإسلام مرتبط بالنظام المتكامل لبناء الأسرة, وينبغي أن ننظر إليه من جميع جوانبه ولا نكتفي بالنظرة الجزئية إلى نقطة واحدة ونلغي ما عداها؛ فإن عدالة نظام الميراث في الإسلام جعلت كثيرا من الأقباط في مصر يلجئون إلى الاحتكام إليه والأخذ به عن طريق دار الإفتاء المصرية لحل المشكلات التي قد تنجم بينهم في توزيع التركات١.
فإذا طلع علينا من يقول بضرورة تغيير أحكام الميراث لتناسب العصر فنقول له: ولماذا لا يتغير وضع العصر ليناسب الإسلام؟ ولماذا لا يتطور الواقع ليرتبط بالإسلام بدلا من القول بتطور أحكام الإسلام لتناسب الواقع؟ ولماذا لا نؤسلم التطور بدلا من تطور الإسلام؟ ولماذا نخضع أحكامنا لأوضاع فاسدة بدلا من تصحيح هذه الأوضاع والعمل على إصلاحها؟
١ راجع في هذه القضية -تفصيلا- كتاب الإسلام بين الحقيقة والادعاء ص٧١، لمجموعة من العلماء تحرير د/ حامد طاهر.