الدين والتدين حالة نفسية تصاب بها الشعوب في حالة الهزائم النفسية, والسياسية.
أما علماء الاجتماع, فجعلوا الدين ظاهرة تاريخية أفرزتها الظروف الاقتصادية والاجتماعية وينبغي أن تختفي هذه الظاهرة باختفاء أسبابها، وتبنت بعض المدارس الاجتماعية في العالم العربي هذه الآراء التي استعارتها من الغرب, وحاولت أن تفسر في ضوئها ظهور الإسلام، وما دامت أسباب ظهوره قد انتهت فينبغي أن يختفي الإسلام تبعا لها. هكذا يقول العلمانيون في مؤتمراتهم وندواتهم ومؤلفاتهم، فالإسلام عندهم ظاهرة تاريخية، والقرآن الكريم منتج ثقافي لا يعلو على نقد العقل، وينبغي أن يطور العالم الإسلامي نفسه من مرحلة الاعتقاد إلى مرحلة الثورة على العقيدة, كما فعل الغرب.
لقد ارتفعت أصوات كثيرة في عالمنا العربي تنادي بهذا، وكلما ساءت أحوال العالم الإسلامي اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا علا صوت هؤلاء المستغربين بوجوب تقليد الغرب المتقدم اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا؛ ليجعل منه القدوة والمثل، ومع كثرة الهزائم التي تحلّ بالمسلمين شرقا وغربا يزداد ضجيج المعاندين للوحي وترتفع أصواتهم مطالبين بأن يكون الغرب قبلتنا ثقافيا واجتماعيا ودينيا كما هو قبلتنا اقتصاديا. أما أن نسمع صوتا واحدًا ينادي بأن يكون الغرب