في هذه المقولة العقل اليوناني المترجم والذي تمثل في آراء أرسطو وأستاذه أفلاطون في الإلهيات بصفة خاصة، وفي عصرنا الحاضر ظهرت مقولة أن العلم يناقض الوحي، أو أن الدين يعارض العلم، وهذه المقولة استعارتها الأقلام العربية من حضارة الغرب بعد أن أفرزتها قصة الصراع بين الكنيسة والعلم في العصور الوسطى، وطبعا كان الدين الذي يعارض العلم في أوروبا ليس هو الإسلام بالقطع, ومن الإنصاف أن نقول: إنه أيضا ليس دين المسيح ابن مريم، وإنما كان دينا اخترعته الكنيسة ونادى به رجالها.
وكما قبل الفلاسفة المشاءون قديما مقولة أن العقل يعارض الدين, فقد انخدع كثير ممن يحملون الأقلام في عصرنا وقالوا: إن الدين -وهم هنا يقصدون الإسلام- يعارض العلم.
وكما صدق الفلاسفة قديما هذه المقولة, وحاولوا تأويل النقل لصالح العقل اليوناني، فإن كثيرين في عصرنا الحاضر قبلوا مقولة أن الدين يعارض العلم, وحاولوا تبعا لذلك رفض الدين دون أن يفرقوا بين الإسلام وغيره من الأديان الأخرى.
ثم أخذ بعض المفكرين من علماء النفس والاجتماع يستعيرون تفسيرات مفكري الغرب للدين أو ما أسموه ظاهرة الدين بعد أن فقدوا الثقة في دينهم الذي ورثوه عن الكنيسة في العصور الوسطى، وتعددت التفسيرات واختلفت الاجتهادات، فعلماء النفس جعلوا قضية