للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قبري عيدا"١. وقال: " لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد بل ما شاء الله ثم شاء محمد" ٢. وقال للذي قال له ما شاء الله وشئت "أجعلتني لله ندا" ٣ فوازن بين قوله لمن قال ما شاء الله وشئت: أجعلتني لله ندا، وبين قول هذا الضال: إنه يستغاث به في الشدائد. أليس هذا أولى بأن يقال له أجعلتني لله ندا وقد قال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّه} [النمل:٦٢] . أي: أءله مع الله يفعل هذا؟ والذي يقول إنه يستغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم في الشدائد بقوله: إن نداء النبي صلى الله عليه وسلم في الشدائد أمر معهود، يقول إنه يجيب المضطر ويكشف السوء وإلا كانت الاستغاثة به عبثا باطلا. والمشركون يعترفون بأنه لا ينحي من الشدائد والضرورات إلا الله، ولهذا يخلصون الدعاء لله في هذه الأحوال لعلمهم أنه لا ينجي منها إلا الله قال الله تعالى: {وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [لقمان:٣٢] . قال البيضاوي: دعوا الله مخلصين له الدين لزوال ما ينازع الفطرة من الهوى والتقليد بما دهاهم٤ من الخوف الشديد. وقال أيضا على قوله: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} أي كائنين في صورة من أخلص دينه من المؤمنين، حيث لا يذكروا إلا الله ولا يدعون سواه، لعلمهم بأنه لا يكشف الشدائد إلا هو سبحانه. انتهى.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم لحصين بن المنذر: "كم إلها تعبد؟ قال سبعة، ستة في الأرض وواحد في السماء. قال: فمن الذي تعد لرغبتك ورهبتك؟ قال: الذي في السماء" ٥. ولما أقبل برهة على مكة وهرب أهلها منها خوفا منه


١ تقدم تخريجه ص ١٢٥.
٢ أخرجه ابن ماجه، كتاب الكفارات، باب النهي أن يقال ما شاء الله وشئت، حديث ٢١١٨.
٣ تقدم تخريجه ص ٢١.
٤ في "ط" "دعاهم".
٥ تقدم تخريجه ص ٤٨.

<<  <   >  >>