للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأعطى مجموعها للموضوع قوة فالحكم عليها كلها بالبطل والوضع - مما لا شك فيه - أنه ظاهر البطلان.

ولقد سار على هذا المنوال من التجاهل لعلم ذوي الاختصاص صاحبه الكاتب الشهير الشيخ محمد الغزالي المصري في كتابه الأخير: السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديثتجلى فيه ما كان يبدو منه أحيانا في بعض كتبه ومقالاته التي يبثها هنا وهناك من الانحراف عن الكتاب والسنة وفقه الأئمة أيضا خلافا لما يوهم قراءه بمثل قوله في مقدمة كتابه المذكور ص ١١:

"وأؤكد أولا وأخيرا أنني مع القافلة الكبرى للإسلام هذه القافلة التي يحدوها الخلفاء الراشدون والأئمة المتبوعون والعلماء الموثوقون خلفا بعد سلف ولاحقا يدعو لسابق".

وهذا كلام جميل ولكن أجمل منه العمل به وجعله منهج حياة ولكن مع الأسف الشديد هو من الكلام الذي يقال في مثله: اقرأ تفرح جرب تحزن إذ أن الرجل قد انكشف مذهبه أخيرا بصورة جلية جدا أنه ليس مع القافلة الكبرى.. إلخ بل ولا مع الصغرى.

وإنما هو مع أولئك العقلانيين الشذذ الذين لا مذهب لهم إلا اتباع ما تزينه لهم عقولهم فيأخذون من كل مذهب ما يحلو لهم مما شذ وند وقد قال بعض السلف: من حمل شاذ العلم حمل شرا كبيرا١ ومع ذلك فهو


١ رواه أبو بكر الخلال في الأمر بالمعروف "ص٣٣، القصيم" بسند صحيح عن إبراهيم بن أدهم رحمه الله. ونحوه قول سليمان التيمي: إن انت أخذ برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله. ٢/٩١-٩٢،.

<<  <   >  >>