للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أمكن ذلك فمتى؟ أقبل تعاطيه؟ أم بعد أن يسكر؟ فهذا مما سكتوا عنه وتركوا الأمر للشارب كما فعل مثل ذلك الشيوخ المشار إليهم من التفريق بين الموسيقى المثيرة المحرمة والموسيقى غير المثيرة المباحة فهل يقول بهذا من يؤمن بمثل قوله صلى الله عليه وسلم: "ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه". وقوله صلى الله عليه وسلم: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" إلى غير ذلك من نصوص الكتاب والسنة التي عليها قامت قاعدة سد الذريعة والتي تعتبر من كمال الشريعة وأشاد بها الشيخ القرضاوي نفسه في مقدمة كتابه الحلال والحرام؟ وضرب لها ابن القيم عشرات الأمثلة من الكتاب والسنة فراجعها فإنها هامة١.

وأسوأ من هذا التفريق وذاك ما كنت قرأته في نشرة لحزب إسلامي معروف أنه يجوز للرجل أن يقبل المرأة الأجنبية عند السلام عليها وليس مصافحتها فقط بل وتقبيلها أيضا قالوا: ولكن بنية طيبة وبغير شهوة.

فأعرض هؤلاء جميعا عن تطبيق تلك القاعدة العظيمة المدعمة بعشرات الأدلة مع إعراضهم عن الأدلة العامة كما لا يخفى بل خالفوا مثالا آخر لم يذكره ابن القيم وفيه رد عليهم في الصحيح هؤلاء في استباحتهم تقبيل الأجنبيات ومصافحتهن وأولئك في الاستماع لأغانيهن كالغزالي مع أم كلثوم واعتبر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم نوعا من الزنا فقال:

"كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة:

فالعينان زناهما النظر.


١ إغائة اللهفان من مصايد الشيطان ١/٣٦١-٣٧٠ وما يأتي ص١٠١وسيأتي له كلام جيد في هذا المعنى وبعض الأمثلةص١٥٣- ١٥٦..١

<<  <   >  >>