الحديث على التحريم لا سيما وقد تأوله ابن حزم ومن قلده بتأويل أبطلوا به دلالته فيقف هذا الحديث الصحيح في طريق إبطالهم لدلالته كما سيأتي لأن الأحاديث يفسر ويؤيد بعضها بعضا كما هو ظاهر.
وعلى كل حال فلقد كان تخريج الحافظ خيرا بكثير مما صنعه عبد الوهاب السبكي في ترجمة الشيخ الغزالي في كتابه طبقات الشافعية الكبرى فإنه عقد فيه ٤ / ١٤٥ - ١٨٢ فصلا جمع فيه ما وقع في كتاب الإحياء من الأحاديث التي لم يجد لها إسنادا فذكر تحته ص ١٥٨ هذا الاستثناء بلفظ: حديث المنع من الملاهي والأوتار والمزامير وهذا غريب جدا أن يخفى عليه حتى حديث البخاري وله من مثله أحاديث أخرى نفى أن يكون لها أصلا مثل حديث " ما رفع أحد صوته بغناء إلا بعث الله إليه شيطانين على منكبيه.." الحديث وقد رواه الطبراني وغيره وهو مخرج في الضعيفة ٩٣١ ويأتي ص ٦٨ وحديث أنه قال لعائشة: "أتحبين أن تنظري إلى زفن الحبشة"؟ وهو صحيح رواه النسائي وغيره وهو مخرج في آداب الزفاف ٢٧٢ - ٢٧٥ في حديثها عند الشيخين الذي كنت ضممت إليه كثيرا من الزيادات الثابتة عند غيرهما ثم رأيت أن أفرزه في الصحيحة لإنكار السبكي إياه وغيره مما هو مذكور فيها رقم ٣٢٧٧،.
هذا ومما يحسن ذكره في ختام تخريج هذه الأحاديث المحرمة للطبل أن الإمام أحمد قد أشار إلى صحتها فروى الخلال في كتابه الأمر بالمعروف