للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي حديث أنس: "الدعاء مخ العبادة" ١. ومخ الشيء خالصه ولُبُّه.

وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين"٢. والعماد والعمود: ما يقوم به الشيء ويعتمد عليه، جعله عماداً٣ لأنه لا يقوم إلا به. وأنت ترى كل العبادات الباطنة والظاهرة دالة على الطلب والمسألة على اختلاف المطلوب والمسؤول.

وكان هذا هو الوجه في التعبير بالدعاء دون العبادة في أكثر موارد القرآن والسنة.

ويشهد لهذا قوله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الدعاء يوم عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل


١ أخرجه الترمذي في سننه –كتاب الدعاء- ٥/ ٤٥٦ وقال: حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة. اهـ.
٢ أخرجه الحاكم في المستدرك ١/ ٤٩٢ من جهة محمد بن الحسن بن الزبير الهمداني ثنا جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره. قال الحاكم: هذا حديث صحيح، فإن محمد بن الحسن هذا هو التَّل، وهو صدوق في الكوفيين. اهـ. وأقره الذهبي في التلخيص.
وذكر الذهبي الحديث في "الميزان" في ترجمة التَّل مثالاً على مناكيره وقال: "فيه انقطاع" ثم ذكر الحديث في ترجمة "محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني" وقال: "وفيه انقطاع" وعليه فليحرر من محمد بن الحسن في هذا السند.
والحديث أخرجه أبو يعلى في مسنده ١/ ٣٤٤ حدثنا الحسن بن حماد الكوفي حدثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني عن جعفر بن محمد ... .
قال الهيثمي في "المجمع" ١٠/ ١٤٧: رواه أبو يعلى وفيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد وهو متروك اهـ.
٣ في ط: آل ثاني: "عماد".

<<  <   >  >>