النسائي من أئمة الحديث. والذي قاله إنما هو بحسب ما ظهر له وأداه إليه اجتهاده وليس كل أحد يؤخذ بجميع قوله. وقد وافق النسائي على مطلق القول في الإمام جماعة من المحدثين واستوعب الخطيب في ترجمته من تاريخه أقاويلهم. وفيها ما يقبل وما يرد وقد اعتذر عن الإمام بأنه كان يرى أنه لا يحدث إلا بما حفظه منذ سمعه إلى أن أداه. فلهذا قلت الرواية عنه. وصارت رواياته قليلة بالنسبة لذلك. وإلا فهو في نفس الأمر كثير الرواية. وفي جملة الترك الخوض في مثل هذا أولى. فإن الإمام وأمثاله ممن قفزوا القنطرة. فما صار يؤثر في أحد منهم قول أحد. بل هم في الدرجة التي رفعهم الله إليه من كونهم متبوعين مقتدى بهم. فليعتمد هذا.... جما الدرر ١١٨ب. وقال المؤلف في الثقات رقم ١٤٧٧: كان أبو حنيفة أنبل في نفسه من أن يكذب.