وقد أطال الإمام السخاوي رحمه الله في ذكر طبقات النقاد بعد طبقة بالترتيب الزمني. وعدَّ الحافظ بن حجر رحمه الله ممن تفوق في الجرح والتعديل على جميع من أدركه, وإن البسط طوى بعده إلا لمن شاء الله١.
تاريخ ظهور المصنفات في الجرح والتعديل
استمر الاهتمام بالرجال خلال النصف الأول من القرن الثالث الهجري وظهر نسبياً من التخصص في علم الرجال. يظهر بصورة خاصة عند يحيي بن معين (ت٢٣٣هـ) وعلي بن المديني (ت٢٣٤هـ) . وقد نما التصنيف في علم الجرح والتعديل خلال القرن الثالث الرابع واختص بعض هذه المصنفات بالضعفاء, وبعضها بالثقات, في حين جمع البعض الآخر بين الضعفاء والثقات.
وقد ظهرت هذه الأنواع الثلاث من المصنفات في وقت واحد وذلك في حدود منتصف القرن الثالث الهجري. وشكلت أقوال المتكلمين الأوائل في الرجال قبل تصنيف الكتاب مادة رئيسية في هذه المصنفات حيث دونت أقوالهم التي كان أهل الحديث يتناقلونها شفاهاً كما يتناقلون الحديث. وكذلك فإن المصنفات المتأخرة اعتمدت على المصنفات الأولى ونقلت أقوال مؤلفيها في الرجال. فلا يخلو مصنف في الجرح والتعديل من كلام يحيي بن معين وعلي بن المديني وأحمد بن حنبل, وقد استخدمت مصنفات الجرح والتعديل الألفاظ التي أطلقها المتكلمون القدماء للدلالة على جرح الرواة أو تعديلهم, ولكن هذه الألفاظ التي اكتسبت تحديدات أدق في المصنفات المتأخرة مما أدى إلى تبلورها وحصر عددها وتعين مدلولها, وفي بداية ظهور المصنفات نقل المصنفون عبارات السابقين في الجرح والتعديل, ولم يكن ثمة اتفاق على هذه الألفاظ والعبارات فأصبحت لكل مصنف مصطلحات ذات مدلول خاص. وهذا يتطلب من