للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عندنا١/٢ فالموفق من تدبر ما قررناه، وعذر الأئمة في تعارض الأدلة، وترك التعصب، وحمية الجاهلية، وترك الوقوع في أعراض العلماء.

فقد قال الحافظ٣ ابن عساكر٤: لحوم العلماء مسمومة، وهتك أستار منتقصهم معلومة، وقال أيضاً: لحوم العلماء سم، من شمها مرض، ومن ذاقها مات.

وقد أطلت الكلام على هذا في كتابنا: ((تنوير بصائر المقلدين في مناقب الأئمة المجتهدين٥)) ، رضوان الله /٦ عليهم أجمعين.

فراجعه تعرف مقدار الأئمة، وعظمة جلالتهم، وانظر فيه إلى مدح بعضهم بعضاً، يحصل لك بذلك تنوير البصيرة في حقهم، جعلنا الله تعالى فيهم من المعتقدين٧، وبأقوالهم من المتمسكين، ولما اجتنبوه من المجتنبين،


١ أحكام القرآن لابن العربي ٣/١٢٧٠، نشر البنود ٢/٣٢٨.
٢ نهاية ل ١٨ من (س) .
٣ هو الحافظ علي بن الحسن بن هبة الله، أبو القاسم ثقة الدين ابن عساكر الدمشقي، المؤرخ الرحالة، محدث الشام، كان من كبار الحفاظ المتقنين، ومن أهل الخير والصلاح، غزير العلم، كثير الفضل، جمع بين معرفة المتن والإسناد. من مصنفاته الكثيرة: تبيين كذب المفتري، الإشراف على معرفة الأطراف، تاريخ بدمشق سنة ٥٧١هـ.
ترجمته في: وفيات الأعيان ٣/٣٠٩، طبقات الحفاظ ٤٧٥، الأعلام ٤/٢٧٣.
٤ انظر قول ابن عساكر في كتابه: تبيين كذب المفتري ٢٩.
٥ لا يزال الكتاب مخطوطاً، ومنه نسخة في دار الكتب المصرية برقم: (٧٧٢٩/خ) ، وفي الجامعة الإسلامية نسخة مصورة للكتاب برقم: (١٢٥٢/ف) .
٦ نهاية ل ١٠ من (ك) .
٧ لعل قصد المؤلف هنا: اعتقاد الصلاح فيهم، وعلو منزلتهم العلمية، وحسن سيرتهم، واحترامهم وتقديرهم لبعضهم، وأنهم أهل لكل خير وعمل صالح.
وأما إن كان قصده غير ذلك، فلا يقبل منه هذا بحال، وهذا اللفظ وأمثاله له احتمالات عدة، والأولى اجتناب مثل تلك العبارات لئلا تدخل المرء في أشياء مخالفة للشرع الإسلامي الحنيف.

<<  <   >  >>