للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٢٥ -" أمتي كالمطر لا يدري أوله خير أو آخره" ١.

وحماد بن يحيى وثقه إبن معين٢.

قلنا: ذهب بعضهم إلى أنه لا يلزم من تفضيل مجموع القرن الأول على من بعده تفضيل كل فرد فرد من القرن الأول، على كل فرد فرد ممن بعدهم ورأو أن في آخر الزمان من يكون أفضل من بعض آحاد الصحابة رضي الله عنهم.

وهذا اختيار ابن عبد البر والقرطبي للجمع بين جميع الأحاديث، واستثنى إبن عبد البر أهل بدر والحديبية للتنصيص على فضلهم على كل هذه الأمة.

والحق الذي ذهب إليه الأكثرون أن فضيلة صحبة النبي صلى الله عليه وسلم والفوز برؤيته لا يعدل بعمل. وأن من منحه الله تعالى ذلك فهو أفضل ممن جاء بعده على الإطلاق لوجوه:

أحدها: مشاهدة النبي صلى الله عليه وسلم.

وثانيها: فضيلة السبق إلى الإسلام.

وثالثها: فضيلة الذب عن حضرته صلى الله عليه وسلم.

ورابعها: فضيلة الهجرة معه أو إليه أو النصرة له.

وخامسها: ضبطهم الشريعة، وحفظهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وسادسها: تبليغهم إياه إلى من بعدهم.

وسابعها: السبق بالنفقة في أول الإسلام.


١ رواه في باب الأمثال ٨/١٧٠، وقال عقبه: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، ويروى عن عبد الرحمن بن مهدي أنه كان يثبت حماد بن يحيى الأبح. وكان يقول هو من شيوخنا.
وقال الحافظ: حديث حسن له طرق قد يرتقي بها إلى الصحة.
فتح الباري ٧/٦، وانظر كشف الأستار ٣/٣١٩.
٢ التاريخ الكبير ٢/١٣٣، وسيأتي رد المؤلف على هذا التوثيق.

<<  <   >  >>