للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

سحقاً" ١.

وفي رواية:

"فأقول كما قال العبد الصالح: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ} ... الآية. فإنه محمول على من ارتد بعده صلى الله عليه وسلم ثم مات على ذلك. بدليل قوله: فيؤخذ بهم ذات الشمال.

وكذلك في الرواية الأخرى: إنهم لم يزالوا مرتيدين على أعقابهم منذ فارقتهم ... الحديث.

وإلا فالنبي صلى الله عليه وسلم قد شهد للعشرة رضي الله عنه بأنهم من أهل الجنة، وقال:

٣٠- "لا يدخل أحد ممن بايع تحت الشجرة النار" ٢.

ولما قال حاطب، ٣وقد شكاه، ليدخل حاطب النار.

قال له النبي صلى الله عليه وسلم:

٣١- "كذب إنه شهد بدراً، وما يدريك أن الله تعالى إطلع على أهل بدر، فقال: إعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم" ٤.

وقد علم القتال الواقع بين علي وطلحة والزبير رضي الله عنهم، وأن كثيراً من أهل بدر وبيعة الرضوان شهدوا الحروب في تلك الفتن مع قطع النبي صلى الله عليه وسلم لهم بأنهم لا يدخلوا النار، وشهادته للعشرة بأنهم في


١ رواه البخاري في كتاب الرقاق ١١/٤٦٤.
ومسلم في الفضائل ١٥/٣٥.
٢ صحيح مسلم ١٦/٥٨.
٣ هكذا في الأصل.
وفي صحيح مسلم ١٦/٥٧ أن عبداً لحاطب جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو حاطباً.
٤ المصدر السابق.

<<  <   >  >>