٣- سنن البيهقي (ت ٤٥٨ هـ) وهو متأخر وفاةً لكن يمكن عده في القرن الرابع تجوزاً لتقارب كتب السنن، كذلك نجد من اعتنى في هذا القرن بالتأليف في مختلف الحديث ومشكله، كما في كتابي الطحاوي (ت ٣٢١ هـ) :
١- شرح معاني الآثار.
٢- ومشكل الآثار، وغيرهما.
وذلك تتميماً – وتكميلاً - لما بدأه الإمام الشافعي (ت ٢٠٤ هـ) في كتابه "اختلاف الحديث"، والحافظ ابن قتيبة (ت ٢٧٦ هـ) في كتابه "تأويل مختلف الحديث" وغيرهما مما ألف في ذلك النوع في القرن الثالث.
كما ظهر - ولأول مرة - نوعان من المصنفات في هذا القرن، وهذا يُعَدُّ من التجديد في مجال خدمة السُّنَّة، وهذه ميزة أخرى لأهل السُّنَّة، أنهم في كل عصرٍ يُعمِلون تفكيرهم ويبذلون جهدهم في ابتكار طرق ووسائل جديدة لخدمة سُّنَّة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فلم يجمدوا كما جمد غيرهم من أهل العلوم الإسلامية الأخرى.
وهذان النوعان من المصنفات هما:
أولاً: كتب المصطلح - علوم الحديث - التي جمعت تلك القواعد التي كانت متفرقة في كتب من سبقهم من علماء القرنين الثاني والثالث مثل:"الرسالة" للشافعي، ومقدمة "صحيح مسلم" وكتابه "التمييز"، وكتب الرجال والعلل، فقيض الله عز وجل من