للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يترك دون أن يعلموا لذلك سبباً، أو يسألوه عن علَّته أو حكمته.

أخرج البخاري عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتماً من ذهب، فاتخذ الناس خواتيم من ذهب، ثم نبذه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إني لن ألبسه أبداً، فنبذ الناس خواتيمهم". ١

وأخرج أبو داود عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه إذْ خلع نعليه فوضعهما عن يساره، فلما رأى ذلك القوم ألقوأ نعالهم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال: ما حملكم على إلقاء نعالكم قالوا: رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن جبريل عليه السلام أتاني فأخبرني أن فيهما قذراً، أو قال: أذى". ٢

ولقد بلغ حرصهم على تتبعهم لأقواله وأعماله أن كان بعضهم يتناوبون ملازمة مجلسه يوماً بعد يوم، فهذا عمر بن الخطاب رضي اله عنه يقول - فيما أخرجه عنه البخاري -: "كنت أنا وجارٌ لي من الأنصار في بني أمية بن زيد - وهي من عوالي المدينة - وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينزل يوماً


١ رواه البخاري، انظر: البخاري مع الفتح ١٠ / ٣١٨ ح ٥٨٦٦ كتاب اللباس – باب خاتم الفضة.
٢ رواه أبو داود في سننه – كتاب الصلاة – باب الصلاة في النعال ١ / ٤٣٦ ح: ٦٥٠، وأخرجه ابن سعد في الطبقات ١ / ٤٨٠ من عدة طرق.

<<  <   >  >>