للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كانوا رضي الله عنهم خير من حمل هذه الأمانة وخير من أدَّاها بعد نبي الله صلى الله عليه وسلم، وكان هذا الاستشعار لعظم المسؤلية منطلقاً مما وعوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل قوله: "بلغوا عني ولو آية، وحدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج". ١

وقوله: "نضَّر الله امرءاً سمع مقالتي ووعاها فأدَّاها كما سمعها، فرُبَّ مُبلغٍ أوعى من سامع". ٢

وكذلك في مثل قوله عليه الصلاة والسلام: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار". ٣

وقوله: "كفى بالمرء كذباً أن يحدِّث بكلِّ ما سمع". ٤

وقوله: "من حدث عني بحديثٍ يرى أنه كذبٌ فهو أحد الكذابين". ٥ وغير ذلك من الأحاديث

لذلك كله كان الصحابة رضوان الله عليهم مع حرصهم على تبليغ دين الله للأمة شديدي التحرِّي والتثبُّت فيما يروونه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا لا يحدِّثون بشيءٍ إلا وَهُم واثقون من صحته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يقبلون من


١ رواه البخاري في صحيحه – كتاب أحاديث الأنبياء – باب ما ذكر عن بني إسرائيل الفتح ٦ / ٤٩٦ ح: ٣٤٦١
٢ رواه أبو داود في سننه – كتاب العلم – باب فضل نشر العلم ٤ / ٦٨ ح ٣٦٦٠، ورواه أيضاً الترمذي في سننه – كتاب العلم – باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع ٥ / ٣٣ ح ٥٦٥٧ – ٥٦٥٨ وقال بعده: هذا حديث حسن صحيح.
٣ رواه البخاري في صحيحه – كتاب العلم – باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم الفتح ١ / ١٩٩ –١٢٠٠ ح: ١٠٧.
٤ رواه الإمام مسلم في مقدمة صحيحه ١ / ١٠ ح: ٥.
٥ رواه الإمام مسلم في مقدمة صحيحه ١ / ٨ – ٩ ح: ١.

<<  <   >  >>