للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يدفع البلاء عن هذه الأمَّة برحلة أصحاب الحديث. ١

تاريخ نشأة الرحلة في طلب العلم:

الأصل في ذلك رحلة نبي الله وكليمه موسى عليه الصلاة والسلام إلى الخضر وقد قصَّها الله علينا في سورة الكهف.

وبدأت الرحلة في الإسلام برحلة تلك الوفود من القبائل العربية إلى كانت تَفِدُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنحاء الجزيرة العربية تبايعه على الإسلام، وتتعلم منه ما جاء به من الوحي كتاباً وسنَّة

ثم اهتمَّ بها الصحابة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تفرق الصحابة في الأمصار بعد الفتوحات، فرحل جابر بن عبد الله إلى عبد الله بن أُنيس في الشام واستغرق شهراً ليسمع منه حديثاً واحداً لم يبق أحدٌ يحفظه غير ابن أنيس. ٢

ورحل أبو أيوب الأنصاري إلى عقبة بن عامر بمصر، فلما لقيه قال: حدِّثنا ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ستر المسلم لم يبق أحدٌ سمعه غيري وغيرك، فلما حدَّثه ركب أبو أيوب راحلته وانصرف عائداً إلى المدينة ولم يحل رحله. ٣

وقد استمرت الرحلة في جيل التابعين حيث تفرق الصحابة في


١ انظر: علوم الحديث لابن الصلاح ص: ٢٢٢ – ٢٢٣.
٢ ترجم به البخاري في كتاب العلم من صحيحه – باب الخروج في طلب العلم، وأخرجه الخطيب في كتاب الرحلة بسنده ص: ١٠٩ – ١١٨.
٣ الخطيب البغدادي في الرحلة ص: ١٨٨، وابن عبد البر في الجامع ١ / ٩٣ – ٩٤.

<<  <   >  >>