للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١- في جيل الصحابة كانت لسماع حديثٍ لم يسمعه الصحابي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو للتثبُّت من حديثٍ يحفظه الصحابى وليس في بلده من يحفظه، فيشد الرحال إلى من يحفظه ولو كان على مسيرة شهر.

٢- أما في التابعين فذلك بسبب تفرق الصحابة في الأمصار وكلٌّ منهم يحمل علماً من ميراث النبوة، فاحتيج إلى علمهم فرُحِل إليهم.

٣- ظهرت أسباب أخرى فيما بعد هذين الجيلين من تلك الأسباب:

ظهور الوضع في الحديث حيث كَثر أصحاب الأهواء الذين انتحلوا أحاديث تؤيد أهواءهم ونسبوها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فنشط العلماء في الرحلة للتحقُّق من تلك الأحاديث ومعرفة مصادرها ومخارجها.

طلب الإسناد العالي فيُرحَل لأجله كما قال الإمام أحمد: "طلب الإسناد العالي سُّنَّة عمن سلف". ١

ومن أمثلة هذين السببين النموذجان التاليان:

الأول: عن المؤمل بن إسماعيل قال: "حدثني ثقةٌ بفضائل سور القرآن الذي يُروى عن أُبيِّ بن كعب فقلت للشيخ: من حدثك فقال: حدثني رجل بالمدائن وهو حي، فصرت إليه فقلت: من حدثك فقال: شيخ بواسط وهو حي، فصرت إليه فقال: حدثني شيخ بالبصرة


١ ابن الصلاح: علوم الحديث ص: ٢٣١.

<<  <   >  >>