وتعتبر الرافضة ممن ردَّ السُّنَّة مطلقاً لأن من معتقدهم الحكم بالردَّة على الصحابة رضي الله عنهم إلا نفر يسير، وعلى ذلك فكل ما جاء من طريقهم من السُّنَّة فهو مردود لاسيما وهم يتَّهمونهم أيضاً بالكذب والخيانة في تبليغ الرسالة، وأنهم كتموا تسعة أعشار القرآن، وأما ما يعملون به مما يسمونه حديثاً أو سُّنَّة فهو في الحقيقة دين جديد اختلقه عبد الله بن سبأ اليهودي، ولفَّقه من اليهودية والاسلام، ثم وضعوا له فيما بعد أسانيد من طريق آل البيت وهى كذب وزور، وآل البيت منهم ومن دينهم برآء برآءة الذئب من دم يوسف.
والإسلام كله - كتاباً وسنَّة - ليس للأمَّة طريق لمعرفته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الصحابة، فمن ردَّ ما جاء من طريقهم فمن أين له طريق آخر يعرف به ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولمزيد تفصيلٍ عن موقف الرافضة من السُّنَّة المطهَّرة فليراجع "منهاج السُّنَّة النبويَّة" للإمام شيخ الإسلام الحافظ ابن تيمية، أو "مختصره" للشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان، وما كتبه الحافظ السيوطي في كتابه "مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسُّنَّة" و "الروض الباسم في الذب عن سُّنَّة أبي القاسم" للحافظ ابن الوزير اليمني المتوفى سنة (٨٤٠ هـ) .
هذا بالنسبة للعصور الماضية، أما في العصر الحاضر فإن الاستعمار الغربى لم يكد ينتهي من إتمام وإحكام سيطرته على بلاد المسلمين حتى شرع – وذلك عبر طلائعه من المبشرين والمستشرقين -