ومن أولئك الذين ابتلاهم الله - تعالى - في هذه الحياة، جماعة سلب الله منهم أبصارهم، ليعوضهم بدلها الجنة يوم القيامة.
فالعمى الذي كتبه الله - تعالى - على بعض عباده في الحياة الدنيا، سينال به صاحبه الجنة، إذا صبر وحمد الله تعالى، وشكره على قضائه وقدره.
وفى هذا الكتاب الذي بين أيدينا، بيان لمنزلة أولئك المبتلين بفقد البصر، حيث ذكر المصنف فيه الأحاديث الواردة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثواب أهل البلاء عامة، وثواب بلية العمى خاصة، وأورد فيه النصوص الواردة من الكتاب والسنة، التي بينت عظيم فضل الله تعالى - على عباده، وأنه إن حرم عبده نعمة من نعمه في هذه الحياة، فسيعوضه خيرا منها في وقت هو أحوج فيه للأجر والثواب، إذا الحمد الله - تعالى - وشكره على مصابه وبلواه.