أما بعد:- فإن الله تعالى، قد خلق الإنسان في أحسن صورة، وأعدل قامة، وجمله بالعقل، ليميز به بين الخير والشر، والنافع والضار، والحسن والقبيح.
وخلق له أطرافا، وأعضاء، وحواس تعينه على الوصول إلى ما يريد، وتسهل عليه عبادة ربه جل وعلا.
ومن حكمته - سبحانه وتعالى - أنه قد ابتلى بعض عباده، فسلب منهم بعض تلك النعم، فأخذ من هذا نعمة السمع، ومن ذاك نعمة النطق، ومن آخر نعمة القدرة على المشي، وهكذا ...
وهذا كله من رحمته بعبده، فهو إنما فعل ذلك، ليثيبه ويجزيه الجزاء الأوفى والأكمل يوم القيامة، وقد قال. - صلى الله عليه وسلم "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإذا أحب الله قوما ابتلاهم ... " ١.