فكلمة عقيدة أو اعتقاد تصدق على هذا المعنى، وتدل عليه بأبلغ ما يكون، والألفاظ قوالب المعاني، وإذا دل اللفظ على المعنى المراد فما ثمة إشكال.
ولهذا درج كثير من السلف رحمهم الله ـ منهم من كان متقدماً في القرون الثلاثة المفضلة ـ على تسمية أصول الإيمان بالعقيدة أو الاعتقاد. وإذا شئت مثالاً على ذلك فانظر مقدمة اللالكائي لكتابه شرح الاعتقاد، فقد ذكر رسائل مختصرة عديدة للسلف في الاعتقاد، كثير منها بهذا الاسم، وبعضهم في القرون الثلاثة المفضلة.
فهذه الكلمة: كلمة واضحة، ومن يثير حولها جدلاً يثيره بلا مبرر ولا مسوغ.
وعندما تضاف هذه الكلمة إلى إمام من أئمة السلف، كأن يقال مثلاً: عقيدة ابن تيمية، عقيدة أحمد بن حنبل، عقيدة عبد الغني المقدسي وهكذا، فهذه الإضافة أيضاً صحيحة؛ لأنها إضافة نسبية، حيث أضيفت إليه إما باعتبار جمعه لها، وجمع أدلتها، وعنايته بترتيبها وتبويبها وتصنيفها. أو باعتبار أنه مؤمن بها، ويدين الله عز وجل بمدلولها ومضمونها، فهي عقيدته التي يدين الله بها.
ومن هنا نعلم أنه لا وجه لمنع مثل هذا الإطلاق:"عقيدة عبد الغني"بحجة أنها عقيدة المسلمين أو عقيدة الإسلام، وليست خاصة بأحد. فنقول: نعم هي عقيدة الإسلام، لكن الإضافة هنا إضافة نسبية بالاعتبارين المذكورين.
والشأن في هذه الكلمة ـ أعني عقيدة فلان ـ مثل كلمة دين، فيقال: دين