للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجمع بين الآية والحديث دليلاً لما قرره أهل العلم من أنَّه يصح التعبير عن المثنى بالمفرد.

" خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته " أي خصك بهذه الأمور وميزك وشرفك بها.

" خيبتنا وأخرجتنا من الجنة " هذا فيه لوم من موسى لآدم عليهما السلام: يلومه على الإخراج من الجنة ـ وهو مصيبة ـ لا على الذنب، فقال: " خيبتنا وأخرجتنا " ولم يقل: خيبتنا وأذنبت وعصيت، لأن آدم وقع في الذنب وتاب منه، وأخبرنا الله عز وجل أنه قبل توبته، قال تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ} ١ ولا يلام أحد على ذنب تاب منه ولو كان شركاً. قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً} ٢ أي لمن تاب. والشرك داخل في قوله سبحانه: {الذُّنُوبَ جَمِيعاً} ، أما قوله: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} ٣ فهذا في حق من مات على ذلك.

" أنت موسى، كلمك الله تكليماً، وخط لك التوراة بيده، واصطفاك برسالته " أي ميزك الله بهذه الأمور.

" فبكم وجدت في كتاب الله: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} " أي: هذا الذي ترتب على هذه المعصية متى كُتِب عليَّ ومتى قُدِّر.

" قال: بأربعين سنة " أي أنه كتب عليك قبل خلقك بأربعين سنة. وفي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما في صحيح مسلم ٤ أنَّ


١ الآية ٣٧ من سورة البقرة.
٢ الآية ٥٣ من سورة الزمر.
٣ الآية ١١٦ من سورة النساء.
٤ الصحيح " رقم ٦٦٩٠ "

<<  <   >  >>