للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " أهل الكلام أكثر الناس انتقالاً من قول إلى قول، وجزماً بالقول في موضع، وجزماً بنقيضه وتكفير قائله في موضع آخر. وهذا دليل عدم اليقين " ١. ولهذا قال السلف في التحذير من أهل الأهواء: " إياكم والتلون في دين الله، فإن دين الله واحد " ٢؛ لأن التقلب صفة لأهل الأهواء، يتقلبون من معتقد إلى آخر.

وقال معن بن عيسى: " انصرف مالك يوماً من المسجد وهو متكئ على يدي، فلحقه رجل يقال له أبو الجويرية ـ كان يتهم بالإرجاء ـ فقال: يا أبا عبد الله اسمع مني شيئاً أكلمك به وأحاجك وأخبرك برأيي. قال: فإن غلبتني؟ قال: فإن غلبتك اتبعتني. قال فإن جاء رجل آخر فكلمنا فغلبنا؟ قال نتبعه. قال مالك: يا عبد الله، بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم بدين واحد، وأراك تتنقل من دين إلى دين " ٣.

الأمر الثالث: وُجِد لهذه العقيدة ـ فيما أعلم ـ خمس نسخ خطية، اثنتان منها على ضوئهما حقق الكتاب بهذه الطبعة التي بعنوان:"الاقتصاد في الاعتقاد"، فقد اعتمد محققها الشيخ أحمد عطية الغامدي حفظه الله على نسختين خطيتين للكتاب.

وهناك طبعة ثانية، طبعت في الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بتحقيق الشيخ عبد الله البصيري حفظه الله، حققها على ثلاث نسخ خطية، والنسخ الثلاث التي اعتمد عليها غير النسختين الخطيتين


١ الفتاوى ٤/٥٠
٢ انظر: الإبانة ٢/٥٠٥
٣ الإبانة ٢/٥٠٨

<<  <   >  >>