للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صلى الله عليه وسلم؛ لأنها مأخوذة من منبع واحد.

قال أبو المظفر السمعاني: " ومما يدل على أن أهل الحديث على الحق: أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة، أولها وآخرها، قديمها وحديثها، وجدتها مع اختلاف بلدانهم وزمانهم، وتباعد ما بينهم في الديار، وسكون كل واحد منهم قطراً من الأقطار، في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد، يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون عنها، قلوبهم في ذلك على قلب واحد، ونقلهم لا ترى فيه اختلافاً ولا تفرقاً في شيء ما وإن قل، بل لو جمعت ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم وجدته كأنه عن قلب واحد، وجرى على لسان واحد، وهل على الحق دليل أبين من هذا " ١.

ولا يُعلَم أحدٌ منهم تنقَّل من دين إلى دين، أو من معتقد إلى آخر، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: " وأما أهل السنة والحديث فما يعلم أحد من علمائهم ولا صالح عامتهم رجع عن قوله واعتقاده، بل هم أعظم الناس صبراً على ذلك، وإن امتحنوا بأنواع المحن، وفتنوا بأنواع الفتن " ٢. بينما أهل الأهواء، الذين جعلوا المنبع: الهوى، أو الرأي، أو الوجد، أو الذوق، أو العقل، أو المنطق، أو الفلسفة، أو غير ذلك، فتجد عقيدة التلميذ مخالفة لعقيدة الشيخ؛ لأن الكل عنده تصورات وقناعات. بل تجد الشيخ نفسه له عقيدة، وبعدها بأيام تتغير إلى عقيدة أخرى.


١ مختصر الصواعق ٢/٤٢٥ وانظر: رسالة لي بعنوان: ثبات عقيدة السلف وسلامتها من التغيرات.
٢ نقض المنطق ص٤٢

<<  <   >  >>