للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فمنهم شقي ومنهم سعيد ... ومنهم قبيح ومنهم حسن

كل هذا علمه الله عز وجل في الأزل، ثم كتبه في اللوح المحفوظ، ثم شاءه، ثم أوجده تبارك وتعالى كما شاء.

فسبق علمه في بريته بمحكم القضاء يعني بما قضى عليهم وقدَّر من شقاوة أو سعادة.

ومن"هنا تفسيرية بيانية، لقوله محكم القضاء. فمحكم القضاء للبرية أن منهم شقياً وسعيداً. قال الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ} ١ وقال سبحانه: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} ٢ فسبق علمه تبارك وتعالى في بريته ـ يعني مخلوقاته ـ بمحكم القضاء من السعادة والشقاء.

" واستوى على عرشه فوق السماء " فيه:إثبات استواء الله تبارك وتعالى على العرش على ما يليق بكماله وجلاله.

فهنا ضمَّن المؤلف الحمد أصولاً ونتفاً من المعتقد، يأتي بسطها في هذه الرسالة.

ففي هذا الحمد الذي افتتح به المصنف أمران:

أولاً: إرشاد لمن يقرأ هذا الكتاب من أوله إلى مضمونه.

ثانياً: حمد لله تبارك وتعالى في أوله على نعمة التوفيق لهذا المعتقد، الذي هذه بعض أصوله وأسسه التي يقوم عليها.

"وصلى الله على الهادي إلى المحجة البيضاء، والشريعة الغراء، محمد سيد المرسلين والأنبياء، وعلى آله وصحبه الطاهرين الأتقياء، صلاة دائمة إلى


١ الآية ٣٦ من سورة النحل.
٢ الآية ٨ من سورة فاطر.

<<  <   >  >>