قالوا:" لا نفسرها "، ومرادهم ـ كما بينه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ـ: أي: لا نفسرها تفسيرات الجهمية المبتدعة ١.
" كما روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:""يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح، فينادي مناد: يا أهل الجنة. فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: هذا الموت ـ وكلهم قد رآه ـ، ثم ينادي: يا أهل النار. فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت ـ وكلهم قد رآه ـ، فيذبح، ثم يقول: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت. ثم قرأ:{وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} ""
" كهيئة كبش أملح " الأملح: الأبيض الذي يخالطه سواد، والله عز وجل قادر على كلِّ شيء، قادر على أن يقلب الأعراض أجساماً والأجسام أعراضاً، ولا يعجزه تبارك وتعالى شيء، فلا يقال: كيف يؤتى به ونحن نعلم أنَّ الموت عرض؟! لا يقول ذلك إلا ضال منحرف شاك في قدرة الله.
" فينادي مناد: يا أهل الجنة، فيشرئبون وينظرون " أي يتطلعون إلى مزيد فضل وإنعام؛ لأنَّهم يعلمون أنَّهم لا ينادون إلا للزيادة في النعيم والإكرام.
" فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: هذا الموت، وكلُّهم قد رآه " فكلُّ واحد منهم مات وعاين الموت ورآه، فلكلِّ واحد منهم معه موقف عصيب.
" ثم ينادي: يا أهل النار، فيشرئبون وينظرون " فيظنون أنَّ هناك خروجاً وفكاكاً من هذا العذاب، فيتطلعون لذلك.
" فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت ـ وكلُّهم قد رآه ـ