للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

" فصل "

من أصول الإيمان: الإيمان بالأنبياء والرسل الكرام الذين أرسلهم الله عز وجل، واعتقاد أنَّهم رسله حقاً وأنبياؤه صدقاً، وأنَّ الله عز وجل بعثهم للناس بالهدى والحق مبشرين ومنذرين. واعتقاد أنهم أدوا الأمانة ونصحوا لأممهم، وبلغوا ما أمرهم الله بتبليغه على الكمال والتمام، وأنَّ من أطاعهم فهو من أهل الجنة، ومن عصاهم فهو من أهل النار. واعتقاد فضلهم ورفعة شأنهم وعلو قدرهم، وأنَّ الله عز وجل اجتباهم واختارهم وميزهم على الناس، خصهم برسالته وفضلهم على العالمين. واعتقاد التفاضل بينهم، وأنَّ أفضل الأنبياء الرسل، وأفضل الرسل أولو العزم منهم، وأفضل أولي العزم محمد صلى الله عليه وسلم؛ فهو إمام المرسلين وخيرهم ومقدمهم صلى الله عليه وسلم.

وكما أنَّ الإيمان بالرسل عموماً أصل من أصول الإيمان، فإنَّ الإيمان بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وأنَّه خاتم الأنبياء والمرسلين أصل عظيم من أصول هذا الدين، ولا إيمان لمن لم يؤمن بنبوته؛ بَشَّر به الأنبياء قبله، وذكروه لأممهم.

وقد بُعث صلى الله عليه وسلم للناس أجمعين، ورحمة للعالمين، لم يبعث للعرب خاصة وإنَّما بعث للناس عامة.

ومن الإيمان به صلى الله عليه وسلم: الإيمان بفضائله وخصائصه ومناقبه، وجميع ما منَّ الله تبارك وتعالى عليه به، ولهذا عقد المصنف هذا الفصل العظيم لبيان فضل الرسول الكريم خاتم النبيين وإمام المرسلين وقدوة الخلق أجمعين صلى الله عليه وسلم. فقال:

<<  <   >  >>