للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

" ونتبع ولا نبتدع " وهذا نظير قول الصديق رضي الله عنه، أي: نتبع النبي صلى الله عليه وسلم، ولا نبتدع شيئاً في الدين من قبل أنفسنا.

" ولن نضل ما تمسكنا بالأثر " أي: مادام هذا هو مسلكنا فلا سبيل للضلال إلينا؛ لأنَّ السالك في هذا الطريق على الجادة القويمة التي لا يضل من سلكها وسار عليها، والذي يضل إنَّما هو الذي يحيد وينحرف عنها، وهو الذي يدخل في متاهات الأهواء ودروب الباطل.

كما قال محمد بن سيرين ـ رحمه الله ـ:""مادام على الأثر فهو على الطريق " ١، قال تعالى: {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} ٢.

وقد جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه آثار كثيرة ونقول عديدة في ذم البدع والتحذير منها، وذلك لأنَّه وقف على بدايات ظهور البدع والمبتدعة ونشأتهم ٣.

" وروى الأوزاعي عن الزهري أنَّه روى أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:""لا يزني الزاني حين يزنى وهو مؤمن " فسألت الزهري ما هذا؟ فقال: من الله العلم، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم. أمِرُّوا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاءت. وفي رواية: فإنَّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمروها "

هذا يبين المنهج الذي كان عليه السلف ـ رحمهم الله ـ فيما ثبت وصح عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فطريقتهم في جميع ما صح عنه صلى الله عليه وسلم من أمور الإيمان المغيبة ـ مثل ما يتعلق بصفات الرب جل وعلا، أو الجنة والنار، أو أحاديث الوعيد


١ رواه الدارمي في سننه " رقم ١٤١ "
٢ الآية ٢٢ من سورة الملك.
٣ انظر جملة من هذه الآثار في الإبانة لابن بطة.

<<  <   >  >>