للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله":""ومن لم تسعه طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم وطريقة المؤمنين السابقين؛ فلا وسَّع الله عليه " ١. ولهذا فإنَّ السلف وسعتهم السنة وعاشوا عليها، ودافعوا عنها، وماتوا عليها، وهم في رفيع درجات الخير والسبق والفضل والنبل، فمن لم يسعه هذا الذي وسعهم فلا وسَّع الله عليه.

" وقال نعيم بن حماد:""من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله به نفسه تشبيهاً " "

هذا أيضاً يتعلق بالاتباع والتمسك بما كان عليه السلف ـ رحمهم الله ـ ولا سيما في باب الصفات، وما من مسألة من مسائل الدين إلا والناس فيها طرفان ووسط: غلو وجفاء. وأهل السنة والجماعة دائماً يتوسطون، والتوسط إنما يكون بلزوم السنة، وههنا يبين نعيم ـ رحمه الله ـ الوسطية التي عليها السلف في صفات الله، فهم وسط بين المشبهة الذين يقولون في صفات الله إنَّها كصفات خلقه. والمعطلة الذين يعطلون صفات الله ويجحدونها ولا يؤمنون بها، وفي هذا أيضاً تقرير للقول الحق: قول أهل السنة والجماعة القائم على الإثبات بلا تمثيل، والتنزيه بلا تعطيل.

" من شبه الله بخلقه فقد كفر " وأيُّ كفر أشنع من أن يقال في حق الرب العظيم: إنَّ صفاته تماثل صفات المخلوقين، تعالى الله عما يقولون، وسبحان الله عما يصفون.

" ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر " ومن أدلة كفر من يجحد شيئاً من صفات الله: قول الله تعالى: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} ٢.


١ نقد القومية العربية "ص٤٨ "
٢ الآية ٣٠ من سورة الرعد.

<<  <   >  >>