للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إنَّ جحد أحاديث الصفات يقتضي جحد الدين؛ لأنَّ الذين نقلوا أحاديث الصفات هم الذين نقلوا بقية الدين من صلاة وزكاة وحج وغيرها، وهم الصحابة ومن تبعهم بإحسان.

" وإنَّما عرفنا الله بهذه الأحاديث " فمن جحد هذه الأحاديث أو شكك فيها فقد قطع على نفسه الطريق إلى معرفة الله سبحانه وعبادته؛ لأنَّ هذه الأحاديث هي التي علمت من خلالها صفات الرب، وعلم من خلالها الدين كلُّه.

وعلى ضوء هذه القاعدة التي ذكرها شريك، يمكننا أن نسأل من جحد أحاديث الصفات، فنقول: ما رأيك في الأحاديث التي رواها الصحابة ومن تبعهم بإحسان، في الصلاة والصيام والحج وبقية الأحكام هل تقبلها أم تردها؟ فإن قال: ليست مقبولة فقد جحد الدين كلَّه. وإن قال: مقبولة. يقال: الذين نقلوا هذه الأحاديث هم الذين نقلوا أحاديث الصفات أنفسهم، فعليك أن تقبل أحاديثهم في الصفات كما قبلت أحاديثهم في الأحكام. [خاتمة]

" فهذه جملة مختصرة من القرآن والسنة وآثار من سلف، فالزمها وما كان مثلها مما صح عن الله ورسوله وصالح سلف الأمة ممن حصل الاتفاق عليه من خيار الأمة، ودع أقوال من كان عندهم محقوراً مهجوراً، مبعداً مدحوراً ومذموماً ملوماً، وإن اغتر كثير من المتأخرين بأقوالهم، وجنحوا إلى اتباعهم، فلا تغتر بكثرة أهل الباطل، فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:""بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء " رواه مسلم وغيره "

" فهذه جملة مختصرة من القرآن والسنة وآثار من سلف " أي: النصوص التي أوردها في هذا الفصل.

<<  <   >  >>