للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

" ولكن أفتوا بما في الكتاب والسنة ثم سكتوا، فمن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة " وهذا صريح في أنَّ التفسير الذي نفاه وحذر منه إنما هو تفسيرات الجهمية المحدثة الباطلة. ثم ذكر نتيجة قول جهم في الصفات، وتفسيرها تلك التفسيرات الباطلة فقال:

" لأنَّه وصفه بصفة لا شيء " أي: وصفَ الرب العظيم بصفة العدم. قال حماد بن زيد ـ رحمه الله ـ:""الجهمية إنما يحاولون أن يقولوا: ليس في السماء شيء"" ١، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ تعليقاً على كلام حماد هذا ـ:""وهذا الذي كانت الجهمية يحاولونه قد صرح به المتأخرون منهم، وكان ظهور السنة وكثرة الأئمة في عصر أولئك يحول بينهم وبين التصريح به، فلما بعد العهد وخفيت السنة وانقرضت الأئمة صرحت الجهمية النفاة بما كان سلفهم يحاولونه ولا يتمكنون من إظهاره " ٢ وعلى كلٍّ فإنَّ صفات الله جل وعلا عندما تعطل وتجحد ولا تثبت يكون نتيجة هذا وصف الرب بالعدم.

" وقال عباد بن العوام: قدم علينا شريك بن عبد الله فقلنا: إنَّ قوماً ينكرون هذه الأحاديث: " إنَّ الله ينزل إلى سماء الدنيا " والرؤية وما أشبه هذه الأحاديث فقال:""إنَّما جاء بهذه الأحاديث من جاء بالسنن في الصلاة والزكاة والحج، وإنَّما عرفنا الله بهذه الأحاديث " "

" إنَّ قوماً ينكرون هذه الأحاديث: " إنَّ الله ينزل إلى سماء الدنيا " والرؤية وما أشبه هذه الأحاديث " يعني أحاديث الصفات.

" إنَّما جاء بهذه الأحاديث من جاء بالسنن في الصلاة والزكاة والحج " أي:


١ اجتماع الجيوش لابن القيم " ص٧٢ "
٢ المصدر السابق.

<<  <   >  >>