قبل الشروع في هذا الشرح، أود أن أتحدث عن بعض الأمور:
الأول: عن أهمية عناية طالب العلم بعقيدة السلف: عقيدة أهل السنة والجماعة، المبنية على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
فالعقيدة للعلوم والأعمال كلها بمثابة الأساس للبنيان، والأصول للأشجار. فكما أن البناء لا يقوم إلا على أساسه، والشجر لا يقوم إلا على أصوله، فإن أعمال المرء وعلومه لا تنفع إلا إذا قامت على اعتقاد صحيح
فالعناية بالعقيدة مقدمة على العناية بسائر الأمور من طعام وشراب ولباس؛ لأن العقيدة هي التي يحيى بها المؤمن الحياة الحقيقية، وتزكو بها نفسه، وتستقيم بها أعماله، وتُتَقبَّل بها طاعاته، وترتفع بها درجاته عند الله عز وجل. وإذا اختلت العقيدة، أو فسدت، أو ذهبت انعكس ذلك على شؤونه كلها، وأعماله جميعها. ولهذا فإن للعقيدة الفاسدة شؤماً على صاحبها في أعماله وأخلاقه، وهي مردية ومهلكة له.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ:" وأيضاً المخالفون لأهل الحديث هم مظنة فساد الأعمال؛ إما عن سوء عقيدة ونفاق، وإما عن مرض في القلب وضعف إيمان، ففيهم من ترك الواجبات واعتداء الحدود والاستخفاف بالحقوق وقسوة القلب ما هو ظاهر لكل أحد، وعامة شيوخهم يرمون بالعظائم " ١.
بينما إذا صلحت العقيدة واستقام أمرها، وبنيت على كتاب الله وسنة نبيه