رابعاً: أنه لو كان المراد بهما القوة أو القدرة لاحتج بذلك إبليس على ربه حين قال له: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} وقال: وأنا أيضاً خلقتني بقوتك وقدرتك. خامساً: أن صفة اليد تصرفت تصرفاً يمنع أن يكون المراد بها النعمة أو القوة، فجاءت بلفظ اليد، والكف، وجاء إثبات الأصابع والقبضة، واليمين، والهز لله تعالى، وهذه التصرفات تمنع أن يكون المراد باليد النعمة أو القوة. قال الإمام أبوحنيفة في الفقه الأكبر ص٣٧: "وله يد ووجه ونفس كما ذكره الله تعالى في القرآن ... ولا يقال: إن يده قدرته أو نعمته؛ لأن فيه إبطال الصفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال، ولكن يده صفته بلا كيف". وينظر الرد على المريسي ص٣٩٠، شرح الطحاوية ص٢٦٥، فتح رب البرية ٤/٥٦، ٥٧.