"٢" السبب في كونه شركاً هو بسبب ما يعتقده المتطير من أن ما فعله من التطيُّر كان سبباً في دفع مكروه عنه أو في جلب الخير له مع أنه سبب غير صحيح، وإنما هومن خرافات الجاهلية، ومما يزينه الشيطان في نفوس الجهال، فإذا وقع بعض ما تطيروا به في بعض الأحيان جعلهم الشيطان يتعلقون بهذا التطير ويظنون أنه صحيح، كما أن في هذا التطير نوعاً من الاعتماد على الأسباب في دفع الضر وجلب الخير، فهي أسباب باطلة شرعاً وعقلاً، فهو قد اعتمد على سبب لم يجعله الله سبباً، وتعلّق قلبه بهذه الأسباب الباطلة، كما أن في التطير نوع اعتماد على هذه الأمور الباطلة في دعوى معرفة ما سيكون في المستقبل. وينظر: مشكل الآثار ٢/٢٩٩، التمهيد ٢٤/١٩٥، عارضة الأحوذي ٧/١١٦، ١١٧، شرح صحيح البخاري لابن بطال ٩/٤٣٦، شرح النووي لصحيح مسلم باب الطيرة "١٣/٢١٩، شرح الطيبي ٨/٣٢٠، فتح المجيد ٢/٥٠٦، ٥٢١، ٥٢٦، الدين الخالص ٢/١٤٢، ١٤٣، القول السديد ص١١٦-١١٨، القول المفيد ١/٥٧٤، ٥٨٠، الشرك الأصغر ص١٢٤، ١٢٥، وهذا الحكم إنما هو في حق من اعتقد أن ما تطير به جعله الله علامة على هذا الأمر المكروه أو سبباً في حصوله، أما من اعتقد أن هذا المتشاءَم به يحدث الشر بنفسه ويفعله استقلالاً، أو اعتقد أنه يعلم الأمر الذي سيقع في المستقبل ويخبر به، فهذا من الشرك الأكبر. ينظر: فيض القدير ٤/٢٩٤، مرقاة المفاتيح ٤/٥٢٢، ٥٢٣، القول المفيد