للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان كثير من هؤلاء العبيديين من الملاحدة الحاقدين على الإسلام وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ادعى بعضهم الألوهية، وعلى رأسهم الحاكم بأمر الله العبيدي الذي يؤلهه الدروز إلى الآن"١"، ومنهم أو من أتباعهم: القرامطة، الذين قتلوا الحُجَّاج في عرفات وعند الكعبة المشرفة، وهدموا جزءاً من الكعبة، وأخذوا الحجر الأسود منها، ولم يعيدوه إلا بعد عدة سنوات"٢".

والعبيديون هم أول من أقام الاحتفال بالمولد في القرن الرابع الهجري، وكان ذلك سنة ٣٦٣هـ أثناء حكمهم لمصر"٣".


"١" قال الإمام الذهبي الشافعي في ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥/١٧٣:"صاحب مصر، الحاكم بأمر الله العبيدي، المصري، الرافضي، بل الإسماعيلي، الزنديق، المدعي الربوبية"وينظر: البداية والنهاية "حوادث سنة ٤١١هـ، ١٥/٥٨٢-٥٨٤".
"٢" وكان قائدهم وقتئذ: أبو طاهر القرمطي، وكان ينشد وهو يقتل الناس عند الكعبة:
أنا بالله وبالله أنا ... يخلق الخلق وأفنيهم أنا
ينظر: الكامل في التاريخ لابن الأثير ٨/٢٠٧، ٢٠٨، البداية والنهاية "حوادث سنة ٣١٧هـ، ١٥/٣٧-٤١"، لطائف المعارف: المجلس الثاني في ذكر المولد ص٩٦، ٩٧.
"٣" ينظر: "تاريخ الاحتفال بالمولد» للسندوبي ص٦٢، والسندوبي من الصوفية الذين يرون جواز الاحتفال في هذا اليوم، ومع ذلك أقر بأن العبيديين هم أول من أحدثه، ومثله علي محفوظ في كتاب الإبداع في مضار الابتداع ص٢٥١، وينظر"عيد اليوبيل"لبكر أبو زيد ص١٦، وينظر ما يأتي قريباً من حكاية الإجماع على أن السلف لم يفعلوه، والنقل عن جمع من أهل العلم في ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>