للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهو أول دعوة الرسل وآخرها، كما قال سبحانه {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: ٣٦] ، ومن أجله قامت الخصومة بين الأنبياء وأممهم، وبين أتباع الأنبياء من أهل التوحيد وبين أهل الشرك وأهل البدع والخرافات، ومن أجله جردت سيوف الجهاد في سبيل الله، وهو أول الدين وآخره، بل هو حقيقة دين الإسلام (١) ، وهو يتضمن أنواع التوحيد.

فتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية ولتوحيد الأسماء والصفات (٢) ، فإن من عبد الله تعالى وحده، وآمن بأنه المستحق وحده للعبادة، دل ذلك على أنه مؤمن بربوبيته وبأسمائه وصفاته، لأنه لم يفعل ذلك إلا لأنه يعتقد بأن الله تعالى وحده هو المتفضل عليه وعلى جميع عباده بالخلق والرزق والتدبير وغير ذلك من خصائص الربوبية، وأنه تعالى له الأسماء الحسنى والصفات العُلا، التي تدل على أنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له.

ومع أهمية هذا التوحيد فقد جحده أكثر الخلق، فأنكروا أن يكون


(١) شرح الطحاوية ص٢١، ٢٤، ٢٩، تطهير الاعتقاد للصنعاني ص٢٠، تيسير العزيز الحميد ص٢٠، ٢١، الدر النضيد للشوكاني ص٦٥، قرة عيون الموحدين لعبد الرحمن بن حسن ص٤، معارج القبول ٢/٤٠٢- ٤١٠.
(٢) شرح الطحاوية ص٢٩، ٣٢، ٤١، تيسير العزيز الحميد ص٢٣، قرة عيون الموحدين ص٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>