للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: ٦٧] . هذا لفظ البخاري في تفسير سورة الزمر.

فأي معنى فاسد يلزم من ظاهر النص حتى يقال إنه غير مراد؟!

* ويشبه هذا الخطأ أن يجعل اللفظ نظيراً لما ليس مثله:

كما قيل في قوله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ} [ص: ٧٥] . إنه مثل قوله تعالى: {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} [يس: ٧١] . فيكون المراد باليد نفس الفاعل في الآيتين.

وهذا غلط؛ فإن الفرق بينهما ثابت من وجوه ثلاثة:

الأول: من حيث الصيغة، فإن الله قال في الآية الأولى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ} [ص: ٧٥] وهي تخالف الصيغة في الآية الثانية، فإن الله قال فيها: {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} [يس: ٧١] ولو كانت الأولى نظيرة للثانية لكان لفظها: "لما خلقت يداي" فيضاف الخلق إليهما، كما أضيف العمل إليهما في الثانية.

الثاني: أن الله تعالى أضاف في الآية الفعل إلى نفسه معدى بالباء إلى اليدين، فكان سبحانه هو الخالق وكان خلقه بيديه. ألا ترى إلى قول القائل: كتبت بالقلم؟ فإن الكاتب هو فاعل الكتابة، ومدخول الباء - وهو القلم - حصلت به الكتابة.

وأما الآية الثانية: {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} [يس: ٧١] فأضاف الفعل فيها إلى الأيدي المضافة إليه، وإضافة الفعل إلى الأيدي كإضافته إلى النفس فكأنه قال: مما عملنا. ألا ترى إلى قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُم} [الشورى: ٣٠] . والمراد بما كسبتم؛ بدليل قوله في آية

<<  <   >  >>