ليطرحه فإن في أحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء" رواه البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه وأحمد وأبو عبيد وأبو يعلى وابن خزيمة وجمع من المحدثين. والحديث عن أبى هريرة وأبى سعيد الخدري وأنس بن مالك وعلى ابن أبي طالب رضي الله عنهم.
قام المؤلف بدراسة الحديث النبوي دراسة وافية من حيث السند والمتن، وأجاد في تخريجه للأحاديث، وتحدث عن بعض الاكتشافات الحديثة التي تتعلق بوضع الحديث وما فيه من دلالات الإعجاز الطبي.
ويعد الكتاب نموذجا جيداً لمن يريد أن يقدم مؤلفا عن الأحاديث النبوية ذات الدلالات العلمية، ولا سيما تلك الأحاديث التي يثير موضوع المتن فيها جدلاً علمياً لتعارضه مع المعارف العلمية المتاحة لدى العلماء.
وبالدراسة الجيدة للأحاديث وتوثيقها كما فعل مؤلف كتاب "الإصابة في حديث الذبابة"، تزداد ثقة المسلمين بهذه الأحاديث، رغم تعارضها مع المعارف العلمية ظاهراً، ويتمسكون بها وينشط أهل الاختصاص في القيام بدراستها من الناحية العلمية والتجريبية على ضوء ما فيها من دلالات وإرشادات علمية. وهناك أعمال ثقافية أخرى جيدة تصلح كنماذج ولا يتسع المقام لذكرها (١) .
(١) منها كتاب التداوي بالأعشاب والطب النبوي تأليف الدكتور عبد الباسط محمد سيد: وهو كتاب ثقافي جمع بين المادة العلمية الجيدة وسلامة الاستشهاد بالأحاديث النبوية وتخريجها, وقد جعل " الفصل السابع" من الكتاب خاصا بالأحاديث النبوية الواردة بالكتاب على شكل جدول ذكر فيه نص الحديث وتخريجه, وبوب الأحاديث تبويبا موضوعيا, هذا بالإضافة إلى ذكر الأحاديث مع كل بحث يكون له ارتباط بهذه الأحاديث, وبهذا يكون الكتاب متميزا في توثيقه العلمي وتوثيقه الحديثي.