تقويم الأعمال التي تناولت الإعجاز العلمي والطبي في السنة النبوية
تأليف: أحمد أبو الوفا عبد الآخر
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.. وبعد
فقد تنبه علماء الأمة الإسلامية منذ قرون للإعجاز اللغوي والبياني في القرآن الكريم، وأخيرا تنبهوا للإعجاز العلمي في السنة النبوية. وزاد الاهتمام بالإعجاز العلمي في العصر الحديث بعد أن تقدمت العلوم بصفة عامة والعلوم الكونية بصفة خاصة، وجاءت الاكتشافات مطابقة للإشارات والحقائق العلمية الواردة في القرآن الكريم والأحاديث النبوية، وأصبح للإعجاز العلمي في القرآن والسنة شأن عظيم في مجال الثقافة الإسلامية وفي مجال الدعوة، ونشط العلماء المسلمون وغير المسلمين في دراسته والبحث فيه، وكثرت المؤلفات والمؤتمرات والندوات المحلية والعالمية، وكذلك المحاضرات والأحاديث في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، وتأسست اللجان والجمعيات والهيئات، وكلها تتسابق إلى عرض قضية الإعجاز العلمي للقرآن والسنة، مما يدعو إلى التفاؤل والامتنان، ويبشرنا بأن دعوة الإسلام قد انضم إليها خطاب جديد مهم وهو " الإعجاز العلمي في القرآن والسنة "، مما يؤكد أن وعد الله سبحانه وتعالى قد جاء، وهو قوله سبحانه وتعالى:{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}(فصلت:٥٣) . ومما يدعو إلى التفاؤل والسرور قيام أول هيئة للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بمكة المكرمة - (أم القرى) مهبط الوحي ومنطلق الدعوة الإسلامية - وذلك منذ ما يقرب من عشرين