للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

"إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا من السام. فقلت وما السام؟ قال: الموت". وهذا حديث له عدة روايات (١) .

وكانت عبارة "شفاء من كل داء" تفهم على ظاهرها، أي الشفاء من مختلف الأمراض، لكن كيف ذلك؟ وبفراسة العالم المؤمن أدرك الدكتور أحمد القاضي وزملاؤه من هذه العبارة أن الشفاء من كل داء لا يكون إلا من خلال جهاز المناعة المسؤول الأول عن صحة الجسد ووقايته من الأمراض، وقاموا بالدراسات العلمية وأجروا الأبحاث التجريبية وتأكدوا من صحة النتائج، وأعلنوا عن هذا الكشف المهم الذي كان له وقع عظيم في الأوساط الطبية العالمية. وزاد الاهتمام "بالحبة السوداء"، وأقبل العلماء على دراستها في علاج أمراض أخرى خطيرة مثل تصلب شرايين المخ وضعف الذاكرة. ورغم هذا الكشف المهم عن أثر الحبة السوداء في علاج نقص المناعة، فإنها في حاجة إلى مزيد من الاهتمام ومواصلة الدراسات والأبحاث التجريبية لاستكشاف فوائد علاجية أخرى، لا تقل أهمية عما تحقق اكتشافه، وحتى تأخذ "الحبة السوداء" مكانتها العلاجية ويظهر الإعجاز العلمي على حقيقته كاملاً في قوله صلى الله عليه وسلم: "شفاء من كل داء إلا من السام". وهذا النموذج يعد مثالاً جيداً "لأسلوب التطبيق" في دراسة الإعجاز العلمي والطبي بالسنة النبوية الذي أدعو إليه.


(١) الإعجاز العلمي في السنة النبوية ص ٨٢٩ ج٢.

<<  <   >  >>