كان من أهم عوامل تنامي العناية الروسية بالشرق الإسلامي وحضارته وشعوبه موقع روسيا الجغرافي وحدودها المباشرة مع العالم الإسلامي، بل وخضوع عدد من شعوبه للسيطرة الروسية منذ النصف الثاني من القرن السادس عشر، وتوسع تلك السيطرة خلال القرن التاسع عشر الميلادي إلى عمق آسيا الوسطى. وكان من لوازم تلك العناية تنامي الاهتمام بالمخطوطات الإسلامية والتي كان قسم كبير منها مكتوباً باللغة العربية حيث هي لغة العلم والدين في تلك الأصقاع، وكانت المناطق الأساسية لتزويد الخزائن الروسية بالمخطوطات الشرقية بما فيها المخطوطات العربية جمهوريات آسيا الوسطى التي كانت ضمن حدود روسيا القيصرية والاتحاد السوفيتي لاحقاً، والمناطق الإسلامية في روسيا الفدرالية، وبالأخص حوض الفولغا والقوقاز، وغني عن الإشارة إلى أسماء العلماء الكبار والأئمة العظام في مختلف العلوم الذين هم من أهل تلك الديار.
يمكن إرجاع البداية الرسمية في جمع المخطوطات واقتنائها إلى قرار بطرس الأول في نهاية الربع الأول من القرن التاسع عشر الميلادي بتأسيس دار التحف الذي صاحب إنشاء مؤسسة أكاديمية تعنى بالعلم ومجالاته المتعددة، كان هذا التأسيس يمثل البداية الجادة للاهتمام بجمع المخطوطات