قبل الأصل, فلابد من معرفة أصل الدين إجمالاً, ثم معرفة فروعه تفصيلاً, وفي حديث معاذ لما بعثه إلى اليمن, قال له: "إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب, فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله, فإن أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة" , وهذا يفيد أنهم إذا لم يعلموا التوحيد ولم يعملوا به فلا يدعوهم للصلاة إن لم يطيعوه في الدخول في الإسلام, فإن الصلاة لا تنفع ولا غيرها بدون التوحيد, فإنه لا يستقيم بناء على غير أساس, ولا فرع على غير أصل, والأصل والأساس هو التوحيد, والصلاة وإن كانت هي عمود الإسلام فمع ذلك لم تفرض إلا بعد الأمر بالتوحيد بنحو عشر سنين. ومما يبين أن التوحيد هو الأصل: كونه يوجد من يدخل الجنة ولو لم يصل ركعة واحدة, وذلك إذا اعتقد التوحيد وعمل به ومات متمسكاً به, كأن يقتل قبل أن يصلي أو يموت,