والصلاة لا تنفع وحدها, ولو صلى وزكى وصام, إذا لم يعتقد التوحيد وبذلك يعرف عظم شأن التوحيد, ومات هلك من هلك إلا بترك العلم بالتوحيد والعمل به, وما دخل الشيطان على من دخل, ولا مزق عقول من مزق, ولا وقع من وقع إلا من آفة قولهم: يكفي النطق بالشهادة, ومجرد المعرفة, حتى أن من علمائهم من لا يعرف التوحيد أصلاً, وذلك لأنهم ابتلوا بالشرك وعبادة الأوثان, وكثرة الشبهات الباطلة, فبذلك خفي التوحيد على كثير ممن يدعي العلم, لعدم المعرفة به, وإلا فمعرفة التوحيد والشرك من أهون ما يكون وأسهله إجمالأً, كما في زمن الصحابة, فإنهم كانوا يعرفون التوحيد والشرك, فمن قال: (لا إله إلا الله) يترك الشرك, ويعلم أنه باطل مناف لكلمة الإخلاص, ولهذا لما دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى التوحيد, وقال: "قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا", قالوا: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}