للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أجيب عن هذا الدليل بما يلي:

أن النبوة أمر في غاية الندرة ونهاية العظمة والعادة تحيل صدق مُدَّعيها من غير معجزة دالة على صدقه؛ لأنه يخبرنا عن الله تعالى. أمَّا من يُخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنما يشترط فيه ما اتفق عليه من العدالة والضبط والإسلام والحفظ وغيرهما (١) .

أدلة المذهب الثاني:

وهو المذهب القائل بأن خبر الواحد العدل إذا صح فإنه يفيد العلم.

وذهب إلى هذا المذهب بعض أهل الحديث، وحكاه ابن حزم في الإحكام عن داود الظاهري، والحسين بن علي الكرابيسي، والحارث بن أسد المحاسبي، وقال: وبه نقول واختاره ابن خويز منداد من المالكية (٢) وذكر

ابن القيم أكثر من عشرين وجهاً في كتابه الصواعق المرسلة تدل على ذلك نذكر منها ما يلي:


(١) التقرير والتحبير ج ٢ /٢٧٢.
(٢) الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم ج ١ /١٠٧. العدة ج ٣ / ٨٩٩. المسودة / ٢٤٢. مختصر الصواعق ٢/ ٤٥٧. إتحاف ذوي البصائر ج ٣ /١٢٧.

<<  <   >  >>