بحساب شيعته يوم البعث, وتلك نحلة نضجت تماما على يد حسن الصباح زعيم الحشاشين في " الموت".
وبدأت صفات الربوبية تتسلل إلى الأئمة والدعاة والأبواب, تعبيرا نفسيا خالصا عن الحب الممزوج بخداع النفس مركب الشيطان.
ولهذا سألوا الإمام زين العابدين: متى يبعث الإمام؟ يعنون عليا رضي الله عنه - فقال:"يبعث يوم القيامة وتهمه نفسه وحدها, ولا شأن له بغيره أمام أحكم الحاكمين".
وتطور خداع النفس, وتطور صرفها لأصحابها عن العمل تعبيرا عن الحب إلى مظاهر أخرى بعيدة عن العمل المشروع ... فنصبت الأضرحة على مقابر آل البيت والصالحين بشكل معين يكاد يكون واحدا في كل صقع من الأصقاع, وأوقدت القناديل, وأحرق البخور ونحرت الذبائح, وأقام المنتفعون حولهم يذيعون الخرافة, ويبتزون الأموال, ويصطنعون كل ما يثير شوق النفس إلى عالم الأسرار.
والحق أن هذا السلوك كان عجزا عن العمل, عجزا من العقل عن تلك الرحلة المضنية التي يصل من خلالها إلى اليقين بالله, فصنعت له النفس مصدرا سهلا من اليقين المتسلسل من عالم الغيب. وما على الإنسان إلا أن يوقن بسر العالم المادي, فإذا اليقين بالغيب مكتوب ومحكوم به لهذا العبد لا يخطئه ولا يتخطاه.
ولست أول من قال بذلك.
ولكن الإمام الناقد الجليل الحارث بن أسد المحاسبي أفاض في القول بذلك في كتابه "آداب النفوس"١ وأقام الأدلة المحسوسة على ضلال الحب