في أي مظهر إلا في العمل الموافق لمرضاة الله عز وجل.
فهذا يقول: إن الجائع يحب الطعام, والعطشان يحب الماء, ولا يكتفي الجائع بوضع الطعام أمامه, ولا العطشان بتعليق الماء في رقبته, حتى ينال من الطعام ويشرب من الماء, فإذا قرب الطعام والشراب إلى الجائع والعطشان فلم ينل أحدهما من أحدهما شيئا, كان كاذبا من دعواه الجوع والعطش.
وهكذا فالذي يحب الله ورسوله, وهو كاذب في دعواه إن لم يعمل وفق أمر الله ورسوله.
بل إن هذا هو المشهود في عالم الدنيا ممن يحب بعضهم من الناس, فنجد من يحب إنسانا يسعى بكل جهوده ليرضيه ويعمل بما يريد حتى يرضى.
فكيف إذا كان الحب لله ورسوله تحولت الرغبة من الإرضاء إلى صراخ وعويل وشموع ونذور باطلة؟!!.
وكما يقول المحاسبي: ستقرب على الله بما يسخط الله".
ونحن لا نرمي كل المحبين بهذا السفه في الرأي, والعته في الفكر ... وإنما هم شراذم من الخلق أعماهم الجهل, وأصمهم العجز, وأبوا أن يعترفوا بعجز وجهل, فراحوا يشيعون حول أنفسهم وحول من أحبهم عالما من الأسرار ربما كان المحبون منه براء, وادعوا لأنفسهم للمحبوبين بمثل ما تقرب به أولئك السدنة في هيكل الأسرار, وحذروهم من الاعتراض على أعمالهم خوفا من أن يصيبهم المحبوبون بالدمار والبوار.
لقد أصبحنا نسمع في عالم الأسرار أقوالا ما كانت في أقوال السلف, وما نزل بها قرآن, وما نطقت بها سنة, نتيجة لهذا الانحراف في المسلك حين